حركة جيش تحرير السودان- المجلس الانتقالي

دكتور . جمال عبدالحليم نائب الامين العام يكتب الآثار الاقتصادية والاجتماعية الناجمة من حرب 2023م.

يناير 3, 2025 | by حركة جيش تحرير السودان المجلس الانتقالي

IMG-20250103-WA0000

الآثار الاقتصادية والاجتماعية الناجمة من حرب 2023م.

د. جمال عبدالحليم النور

عانت شعبنا من السياسات الاقتصادية والاجتماعية الفاشلة التي خلفتها نظام الإنقاذ الكيزاني، أوضاعا مأساوية في الحياة الاقتصادية والاجتماعية المتمثلة في فشلهم في توجيه السياسات الاقتصادية نحو معالجة الأوضاع الاجتماعية في البلاد، بل ظلوا يتحكمون في الاقتصاد لمعالجة رغباتهم الذاتية والتنظيمية بالفساد والإفساد قسماً على أوضاع الغلابة المنكوبين بنيران الفقر والجوع والبطالة نتيجة لعدم عدالة توزيع الموارد.والجدير في الأمر أن نظام الإنقاذ الكيزاني، استخرج البترول في عام 1990م، قبلها كانت القاعدة الاقتصادية في البلاد معتمدة على تنويع القطاعات الإنتاجية كالزراعية والصناعات الأولية والخدمات، لتمويل إيرادات الموازنة العامة، لمواجهة الإنفاق العام للدولة، ولكن بعد استخراج النفط زاد جنونهم بالافتراء والازدراء على سيسولوجية انتقال الدولة، أولاً عملوا على تعطيل شبه تام للقطاعات الاقتصادية واعتمدوا على قطاع واحد وهي قطاع البترول، ثانياً شنو حرب عنيف تجاه دارفور ماتو فيها أكثر من 300 الف من المواطنين السودانيين في دارفور ، ثالثا وصلت إنتاج البترول إلى ما يقارب 590 ألف برميل بنهاية 2006م، في الوقت التي أن معظم إنتاج البترول كانت في حقول جنوب السودان، وحسب اتفاقية نيفاشا الموقعة في عام 2005م، بين الحركة الشعبية ونظام الكيزان آنذاك تم تقسيم عائدات النفط بنسب متفق عليه بين الجانبين الا أن نظام الكيزان ظل يتخابسون في العائدات لخلق اثرات تجاه الوحدة الجاذبة بين الشمال والجنوب.

مشت الأمر إلى أن انفصل جزء عزيز من وجدان السودان، انفصل الجنوب ومشت معاه 90% من عائدات البترول و69%من إيرادات الموازنة العامة، خلق شبه انهيار تام في الحياة الاقتصادية في السودان، السبب هو عدم توجيه إيرادات البترول منذ استخراجه إلى دعم و تنويع القطاعات الإنتاجية بل ظلوا يتخبطون في إشباع رغباتهم الذاتية والتنظيمية إلى أن قضى بهم الأمر مفعولا.

بعد انفصال الجنوب ساءت الأوضاع بتجدد الحرب في دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق، وانهارت مقدرات الدولة الاقتصادية والمالية في مواجهة الإنفاق على الحرب وا أوجه الإنفاق الأخرى كالمرتبات والإنفاق التنموي… الخ. تتفاقمت الأوضاع مما أدى إلى تردي في جميع الخدمات، ساهم ذلك إلى خلق تذمر وعدم رضى من كل الشعب السوداني، مما أدى إلى تمهيد الأرضية ومنصة الانطلاقة لثورة ديسمبر المجيدة.

انطلقت ثورة ديسمبر بقوة عظمتها من أجل معالجة الاختلالات الهيكلية والبنيوية في الحياة الاقتصادية والاجتماعية، الا ان تمترس وتموضع الكيزان في الجيش والمؤسسات المدنية، اعاقوا حلم الملايين، من الوصول إلى مباديء وأهداف ثورة ديسمبر، وكل ذلك بإنتاج الكذب وتسويقها لتفكيك لحمة وتماسك إرادة الجماهير.

وهنا يجدر الإشارة من خلال السياق السردي أعلاه نستطيع القول بأن اندلاع الحرب في عام 2023 م، شيء مخطط له من قبل الكيزان لهدم حكومة الثورة من الوصول إلى مبتغاه، لأن المعالجات التي توصل إليها حكومة الثورة خلال فترة زمنية قصيرة في فك العقوبات المفروضة على السودان وكذلك عقد مؤتمرات لمعالجة ديوان السودان التي شارفت 60 مليار دولار. وخلقت بيئية جازبة لأصدقاء السودان من أجل نشل بلادنا من براثن الفقر والتخلف، كان ذلك هو العوامل الأساسية التي قادت إلى وضع العقبة أمام الحصان اي معاكسة الكيزان و الوقوف أمام الثورة لتحقيق غاياته على أي حال أشعلوا الحرب وضاعفوا من معاناة الشعب السوداني ، دمروا البنية التحتية للبلاد، الكهرباء، المياه، الطرق والجسور، المطارات، والاتصالات، ساهموا في توطين الأوبئة وتفشي المجاعة والفقر المدقع والفساد بكل أنواعه بشكل مستشري .

حالة السودان اليوم أشبه بحالة اللادولة، نتيجة للسلوك البربري والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان كالحريات ، وانتشار خطاب الكراهية، والانتهاكات الجسيمة تجاه الأطفال والنساء وكبار السن، الغياب التام لحكم القانون، قانون الغابة هو السائد القوى اكل الضعيف.

والمضحك والمبكي العالم اي الدول الإنسانية تتكلم عن معاناة شعبنا وهم ينكرون وينافقون بالكذب والتبجيل، بالأمس القريب بتاريخ 24 ديسمبر2024م، نشرت لجنة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، التابعة للأمم المتحدة، تقريرها عن السودان وهذه اللجنة بمثابة مرصد عالمي للجوع يضم وكالات الأمم المتحدة وشركاء اقليميين ومنظمات إغاثة. أشار في تقريره إلى أن السودان يشهد اذمة مجاعة غير مسبوقة وان 24,6 مليون شخص ما يقارب نصف السكان يعانون من انعدام الأمن الغذائي، لجنة التصنيف المرحلي المتكامل IPC قالت بأن مؤشر الجوع العالمي وضع السودان في المرحلة الحرجة باحتلاله مركز متأخرة (المرحلة الحمراء) تجعله ضمن الدول ذات الوضع الحرج للغاية.

والأدهى والأمر برهان قائد جيش الكيزان قال المجاعة عبارة عن محض افتراء قصد منه التدخل في الشأن السوداني. بالله عليك أن تتخيل درجة الاهتراء والتلاعب بالشعب، رغم أن المجاعة في السودان ترى بالعين المجردة لاتحتاج إلى مزايدات أو دفن الرؤوس في الرمال، الآن في ناس في السودان يأكلون أوراق الأشجار والحشرات، قال الناطق الرسمي باسم النازحين واللاجئين بدارفور آدم رجال بأن معسكرات النازحين يعيشون تحت وضع المجاعة الحادة، بسبب خروج كل معسكرات النزوح من دائرة الإنتاج الزراعي نتيجة للمضايقات الأمنية لديهم أثناء الموسم الزراعي. ومنع المنظمات الإنسانية من قبل أطراف الصراع للوصول عليهم. أيضاً قوبل بالنكران وعدم الاعتراف بوجود مجاعة في دارفور.

إذا ما يمكن استخلاصه بأن تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في السودان نتج نتاج للإدارة السيئة للسياسات الاقتصادية والاجتماعية في السودان من علقية إصابة الكيزان طوال الفترة من 1989م لغاية الآن، ولذلك يجب على القوى السياسية الحادبة لمصلحة الوطن والمواطن أن تتجرع في مواجهة المصير والتخلي عن التكتيكات والانانية الذائدة في سبيل خدمة شعبنا المغلوب على أمره بنيران الفقر والجوع بالآتي :-

1/ يجب الاهتمام بالمسئولية تجاه الشعب وذلك بتكوين حكومة تتراضى عليه جميع قوى الثورة الحية في أقرب وقت ممكن لتولي مسئولية الشعب وانتشالهم من عبثية الكيزان واشباه الكيزان .

2/ يجب أيضاً على جميع قوى الثورة الحية أن تترفى من كل الصغائر والعمل سويا بممارسة الضغط على أطراف الصراع لوقف إطلاق النار الشامل وإطلاق العملية السياسية الشاملة يراعى فيه كل التنوع السياسي، عدا قوى الظلام الرافضة للتحول نحو دولة مدنية ديمقراطية.
3/ يجب عليكم أيضاً التحرك وبشكل أسرع من موقع مسئوليتكم الوطنية تجاه هذا الشعب لعقد مؤتمر دولي يشمل أصدقاء وجيران السودان والدول المانحة والمنظمات الغير حكومية لاسعاف الأوضاع الحرجة للمواطنين السودانيين.

واخيرا العقل الباطني لجيش الكيزان هو تفكيك الدولة السودانية إذا لم يكونوا جزء من مستقبله، وشن حربهم المذعورة هذه ماهي إلا ضحالتهم لتفكيك بنية الدولة فى كافة جوانبه الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وإعادة تركيبة حسب اهواهم المريضة.

RELATED POSTS

View all

view all
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com

اكتشاف المزيد من حركة جيش تحرير السودان- المجلس الانتقالي

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading