دور خطاب الكراهية في تنامي العنصرية بالسودان
يناير 15, 2025 | by حركة جيش تحرير السودان المجلس الانتقالي

دور خطاب الكراهية في تنامي العنصرية بالسودان.
د
. جمال عبدالحليم النور نائب الأمين العام برزت خطاب الكراهية كأداة خطير، في الحياة السياسية والاجتماعية بالسودان، منذ وقت ليست بالقريب، يرجع إلى تاريخ مراحل الرق في السودان، وأخذت منحاها التطوري بعد السودان الانجليزي المصري نتيجة للسياسات الخاطئة التي اتبعتها النخب السياسية في السودان بعد خروج الإنجليز
.
قد عرفها الأمم المتحدة بانه( الكلام السيء الذي يستهدف مجموعة أو فرداً بناء على خصائص متأصلة مثل العرق أو الدين أو النوع الاجتماعي، والتي تقود إلى تهديد السلم الاجتماعي)، وكذلك عرفها المادة الأولى من الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري 1969 م، والتي إنضم إليها السودان في مارس 1977م، مفهوم التمييز العنصري بأنه يعني (( أي تمييز أو استثناء أو تقييد أو تفضيل يقوم على أساس العرق أو اللون أو النسب أو الأصل القومي أو الاثني ويستهدف أو يستتبع تعطيل أو عرقلة الاعتراف بحقوق الإنسان والحريات الأساسية أو التمتع بها أو ممارستها، على قدم المساواة، في الميدان السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي أو الثقافي أو في أي ميدان آخر من ميادين الحياة العامة)). لذلك خطاب الكراهية والعنصرية لازمت كثير من المجتمعات في العالم، لاسيما الدول التي تمثل نموزج للحكم الرشيد، في ممارسة الديمقراطية، وحقوق الإنسان واحترام كرامة الإنسان من حيث هو إنسان لكنها استطاعت أن تخرج منها وتتجاوزها وتصل بمجتمعاتها إلى مرحلة التفوق والازدهار .
خطاب الكراهية في السودان لم تكن وليدة لحظة بل هي امتداد للممارسات الاستعمار والرق في السودان، وهي نتيجة لتاريخ طويل من التعالي الثقافي والعرقي والتمييز الممنهج، التي كانت مرتبطة بسياسات الدولة الرسمية، منذ الحكم التركي، ومرورا بالحكم الانجليزي المصري، التي خلفت تركتها لغاية الآن آثاراً مدمرة في الحياة السياسية والاجتماعية بالسودان. المهم في الأمر أن خطاب الكراهية في السودان ارتبطت بالسجال السياسي، القائم على الممارسات الضيقة، ولضعف بناء المجتمعات السودانية من لحظة خروج الإنجليز لم يكن هناك مشروع وطني لبناء وحدة طوعية بين التكوينات الاجتماعية في السودان، بل ظل السياق السياسي والاجتماعي مرتبطة بمصالح النخب السياسية، في توزيع تهم العمالة والخيانة وفق المزاج للتمترس خلف الامتيازات، ورفض الآخر المختلف حسب العرق أو الدين أو اللون أو الجهة.
لعبت النخب السياسية في انتشار وتعميق خطاب الكراهية، متجاوزين كل المواثيق الدولية، مما أدى إلى توليد القهر والعنف، التهميش السياسي والحرمان التنموي بشكل متعمد على أساس الجهة، اوالعرق، واللون، وكذلك أدى إلى تعميق الفجوة بين الوجدان السوداني، خلقت نوع من عدم الرضى والشعور القومي بين السودانيين.
وعلى أي حال وفي كل الأحوال خطاب الكراهية ينتجه العقل العاجز عن استيعاب الآخر المختلف عنه في اللون أو الجنس، أو العرق، أو اللغة أو التكوين السياسي، أو الفكري، بغرض الإهانة والاستفزاز، وخلق نوع من التمييز والتحريض في زعزعة الثقة، ويستخدم خطاب الكراهية اليوم بشكل عنصري، للحفاظ على الامتيازات التاريخية والتفوق العرقي، و كذلك الحفاظ على عرش الظلم والاستبداد من الانهيار، مما أسهم ذلك إلى تفوه وممارسة العنصرية بشكل بغيض، في الحياة السياسية والاجتماعية بالسودان. يلاحظ من خلال التتبع بأن أي من يخالف النخب في السودان فهو خائن وعميل، يشيطن ويواجه بالاستفزاز اللفظي، ونشر المعلومات المضللة المضادة بغرض التشويه والنيل من شخصيتة، لذلك حصل على دكتور جون، وياسر عرمان، ولقمان إبراهيم (هذا العبد صاحب العنف القبيح يزعجني) من داخل المحكمة، مرت وكأن لم تحصل شيء.
والجدير بالذكر أيضاً خلفت حرب جيش الكيزان والدعم السريع، ممارسات ومفردات ناتجة من قاموس الظلم والاستبداد التاريخي للنخب، كرس ذلك على تعميق الصراع في السودان، مثلا المرتزقة، الوحوش،عرب شتات، الفلنقاي، الاوباش، الإساءة والتشكيك في سودانية بعض المجتمعات، تحويل القنوات الإعلامية، التلفزيون الرسمي و الراديو منصات التواصل الاجتماعي، في شن حملات عنصرية ضد بعض، وفي أصل الحقيقة، ماهي إلا حيل وأساليب مكاره، يستخدم كبندول لتسكين وخداع الشعب اي آليات التلاعب بالعقول.
بالأمس القريب راجت فيديوهات، تأصل عمق العنصرية بعد دخول مليشيات جيش الكيزان والتائهين معهم بلا وعي إلى الجزيرة، في قتل المواطنين الأبرياء بلا زنب ليس لهم في هذا الحرب لأناقة ولاجمل، قتلوهم في الكناببي بدافع العرق والجهة، فقط لأنهم من غرب السودان، حرقوا مساكنهم وتركوهم بلا مأوى من قبل شخص أمس كان مجرم، وفي لحظة تحول لهم فأصبح مبرئا من الذنب يمارس القتل والتنكيل فقط لأن هؤلاء ليس منهم بس لأنهم غرابه. على العموم تاريخ السودان بعد خروج الإنجليز مليئة بخطابات الكراهية والعنصرية البغيضة، من قبل النخب السياسية الفاشلة الذين تعاقبوا في حكم الدولة السودانية، ولا زالوا أمراضهم السرطانية ملازمة ومهدده جسد الدولة من التعافي، بل قد تذهب بالدولة إلى العفول، وحتى لا يتفكك الدولة السودانية ويتحول إلى انقاد عليه يجب على أصحاب الضمائر الحية أن تلتفت إلى ماتبقى حتى لا تزاح الستار الكلي بالآتي :
1/ السعي بكل جدية وضمير وطني لإيجاد حكومة تحافظ على كيان الدولة بسن وفرض سياسات وقوانين لتحقيق العدالة الاجتماعية بين المواطنين لحفظ وصون كرامتهم.
2/ العمل على تفكيك الهياكل والمؤسسات التي تدعم خطاب الكراهية والتمييز العنصري، على أساس اللون، الجهة…. الخ.
3/ العمل على تأسيس منصات وقنوات إعلامية لمحاربة خطاب الكراهية والعنصرية التي عمقتها الكيزان لتفكيك الدولة السودانية.
4/ السعي على تكوين تحالف عريض وبضمير مفتوح يشمل كل قوى الثورة الحية لمواجهة مؤامرات وخباثات الكيزان وأعوانهم.
5/ يجب على جميع المثقفين وأصحاب الرأي العام والضمائر الحية توجيه اقلامهم لمناهضة خطاب الكراهية والعنصرية المستشرية في السودان.
وأخيرا الهروب من مواجهة الحقيقة ليس حلا بل هي تكريس للظلم، وتعميق للجراحات، وتبديد وتشتيت للجهود وتطويل لعمد الحرب وفي النهاية، في الليلة الظلماء يفتقد البدر.
RELATED POSTS
View all