الهادي ادريس: اتهامنا بتقسيم السودان فرية واجندتنا وحدوية
مارس 10, 2025 | by حركة جيش تحرير السودان المجلس الانتقالي


أكد رئيس الجبهة الثورية السودانية، القيادي بتحالف السودان التأسيسي (تأسيس) الهادي إدريس، أنهم ضد أي توجه لتقسيم السودان، وأن حكومتهم الجديدة المزمع تشكيلها قريباً (الموازية لحكومة بورتسودان) تمضي في اتجاه الأجندة الوحدوية، فضلاً عن نزع الشرعية عن الحكومة القائمة بقيادة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، وبالتالي فإن أي حديث غير ذلك فهو مجرد فرية وتضليل متعمد.
وقال إدريس في حواره مع “اندبندنت عربية”، “موقفنا من الانتهاكات التي ارتكبت بحق المدنيين خلال الحرب المندلعة بين طرفيها (الجيش والدعم السريع) منذ منتصف أبريل (نيسان) 2023 مبدئي وأخلاقي، إننا مع العدالة الشاملة وتطبيق القانون ضد كل من ارتكب جريمة مهما كان حجمها سواء كان من قبل “الدعم السريع” أو غيرها، ولن نتبع مقولة “عفا الله عما سلف”.
وبين بأنه من الصعوبة بمكان حسم هذا الصراع عسكرياً، فرغم انتصارات الجيش وتقدمه أخيراً لكن الحرب كر وفر، يوم تكسب ويوم تخسر، وقد تتغير موازين القوى في أية لحظة، وبالتالي فإن من يراهن على أنه سيحقق انتصار مطلق فهو وأهم.

تكسب سياسي
عن مبرراتهم كتحالف لتشكيل حكومة موازية في مناطق سيطرة قوات “الدعم السريع” المتهمة بممارسة انتهاكات وحشية ضد المدنيين ومدى إمكان ملاحقة تلك القوات قضائياً في تلك التجاوزات، قال ادريس “الهدف الأساس من تشكيل هذه الحكومة هو وقف انتهاكات الحرب، وإنشاء آليات انفاذ القانون مثل الشرطة والنيابة والقضاء، وابعاد الجيش الجديد خارج المدن، وموقفنا من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وكرامته في السودان هو موقف مبدئي وأخلاقي وليس محلاً للتكسب السياسي، ويمتد موقفنا لما بعد الإدانة إلى المطالبة بالعدالة الشاملة للضحايا”.
وتابع “بكل تأكيد أن العدالة ستجري مجراها، وبحسب العرف المتبع ستتم محاسبة كل من ارتكب جريمة مهما كان حجمها من خلال تطبيق القانون، ولا بد لأي شخص أجرم في حق الوطن أن ينال جزاءه وأن يدفع ثمن جرمه، فليس هناك تنازلات عن الحق العام واتباع مقولة “عفا الله عما سلف”، كل ملفات الانتهاكات ستفتح سوء أن كانت ارتكبت من قبل “الدعم السريع” أو غيرها”.
ومضى في حديثه “إضافة إلى ذلك فإن الحكومة الجديدة لن تكون قائمة في مناطق سيطرة “الدعم السريع”، أو في غرب السودان، فالأطراف الموقعة على الميثاق لا ترغب في تأسيس دولة في إقليم دارفور، كما أن مكونات التحالف الجديد لديها أيضاً مناطق سيطرة خصوصاً الحركات المسلحة والحركة الشعبية – شمال بقيادة عبد العزيز الحلو، فضلاً عن أن هناك مناطق في السودان لا يسيطر عليها الجيش ولا الدعم السريع”.
وزاد “لدينا مشروع استراتيجي نسعى من خلاله نزع الشرعية من حكومة الأمر الواقع في بورتسودان حتى لا تتسيد الحركة الإسلامية التي تتسيطر عليها المشهد، هؤلاء الجماعة (قادة الجيش وحلفائهم) يتخوفون من حاجتين “البندقية” ونزع السلطة، لذلك لدينا خياران لا ثالث لهما، الأول وضع الحركة الإسلامية في مكانها الطبيعي ومواجهتها بالسلاح والسياسية، والثاني انتزاع السلطة منها”.

أجندة وحدوية
وحول ما يتردد بأن الحكومة الموازية تعد أولى شرارات تقسيم السودان والاتجاه في ذات السيناريو الليبي، أوضح ادريس “على العكس، تشكيل هذه الحكومة يهدف لإيقاف خطة حكومة الأمر الواقع في بورتسودان الساعية إلى تقسيم البلاد بخاصة في ظل التمييز الذي تمارسه في ملف التعليم وتبديل العملة وتغييرها وحصر استخراج الأوراق الثبوتية على مناطق محددة، إضافة إلى سن وتفعيل قانون الوجوه الغريبة، وهي خطوات أشبه بالفصل العنصري والوجداني، بالتالي فإن حكومة بورتسودان لديها مشروع تقسيم جاهز للتنفيذ، فقد سبق أن فصلت جنوب السودان من قبل، وهو ذات المخطط الذي تقوده الحركة الإسلامية التي تسيطر على مقاليد السلطة والجيش معاً”.
وأردف، “بالتالي ان الاتهامات التي تثار حول اتجاه حكومة “السلام والوحدة” المرتقبة لتقسيم السودان لا قيمة لها ولا معنى، فهي جزء من سرديات التضليل المتعمد التي تود إغفال نظر الناس عن رؤية حقيقة موقفنا، وهو أننا نسعى لوقف الحرب وإحلال السلام لأن اجندتنا وحدوية”.
ونوه بأن “الحركة الإسلامية تبنت الترويج لفرية التقسيم، نظراً لأن مشروع تحالف السودان التأسيسي نقيض لمشروعها الذي يتبني نهج التقسيم، نحن نتطلع لتأسيس وطن جديد يسع الجميع، ولا نغض الطرف مطلقاً عن الجراح العميقة التي نالت من الوجدان الوطني بسبب هذه الحرب”.
وواصل “التحالف الجديد اتخذ خطوة شجاعة من أجل مصلحة السودان والسودانيين، وهو يقف مع وحدة البلاد وليس تفكيكها وتقسيمها، وما يدل على ذلك أن الأطراف الموقعة على ميثاق نيروبي تضم قيادات مؤثرة من شرق وشمال ووسط البلاد ، وهذه الأطراف لا علاقة لها بإقليم دارفور وتمثل مجتمعاتها”.
كلفة كبيرة
وفي ما يتعلق بالخيارات المتاحة بعد تشكيل الحكومة الموازية وإمكان إجراء مفاوضات سلام وعدم اللجوء للحسم العسكري، أجاب إدريس “من الصعوبة حسم هذا الصراع عسكرياً، وكذلك من المستحيل هزيمة قوات “الدعم السريع” حتى في حال استمرار الحرب 100 عاماً، بل اتوقع تمدد هذه الحرب باتجاهات تسهم في تدمير السودان، مما يزيد معاناة المواطنين الذين هم في الأساس يعيشون على الكفاف وفي وضع مأسوي للغاية”.
وزاد “لدينا تجربة في القتال مع هؤلاء العسكريين الذين كانوا يمثلون النظام السابق، فقد فشلوا في الانتصار علينا رغم اننا كحركات مسلحة كانت امكاناتنا محدودة وتقاتل بدون دعم خارجي، فقد حاربناهم سنوات عدة، وفي النهاية وقعوا معنا اتفاق سلام، ناهيك عن “الدعم السريع” الذي يملك قوة ضاربة وثقل اجتماعي ولديه علاقات دولية، وحالياً الحرب اختلفت عن المرحلة الأولى، وأي طرف لديه حلفاء لن يتركوه ينهار”.
ومضى “بالتالي نحن لا نراهن على خيار الانتصار العسكري، وهذا لا يعني أننا ضعفاء، لكن هذه الخطوة لديها كلفة كبيرة للغاية، الحل السليم هو التفاوض، لكن المشكلة تكمن في عناصر الحركة الإسلامية الذين يرفضون العملية السياسية التي تأتي بقوي الثورة، أما المعضلة الثانية التي تواجه قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، هي أن الحركات المسلحة المتحالفة معه ترغب في الحكم وسط وجود نظام شمولي وسلطة مطلقة حتى يكون هناك فساد كبير دون محاسبة، وفي تقديري ان البرهان يرغب في السلام، لكنه يخشى عناصر النظام البائد والحركات المسلحة المتحالفة معه، فهؤلاء في الأساس متحالفين مع الحركة الاسلامية وينفذون أجندتها، وحال لم ينتصر قائد الجيش السوداني عليهما لن يكون هناك سلام في البلاد”.
ولفت إلى أنهم “لم يغلقوا باب التفاوض، والآن جاهزين لهذه الخطوة إذا سنحت شريطة التفاوض معنا كحكومة سلام”.
كر وفر
وحول تأثير تراجع وانحسار “الدعم السريع” وفقدانها لكثير من المدن على النفوذ المناطقي للحكومة الجديدة، أجاب القيادي بتحالف السودان التأسيسي “الحرب كر وفر، يوم تكسب ويوم تخسر، وموازين القوى يمكن أن تتغير تحت أية لحظة، ومن يراهن على أنه سيحقق انتصار مطلق فهو وأهم”.
وأردف “سبق قدمت مبادرة لسحب الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” من مدينة الفاشر، عقب سيطرة الأخيرة على غالبية مدن إقليم دارفور، وحدث تدمير وتخريب للبنية التحتية والأسواق، وانهارت المدن، وانتقل عدد كبير من السكان إلى عاصمة ولاية شمال دارفور، وازدهرت التجارة”.
وتابع “عقدت جلسة مع قائد ثاني “الدعم السريع” عبد الرحيم دقلو، وذكرت له بانكم سيطرتم على مدن نيالا والضعين وزالنجي والجنينة، لذلك اتركوا الفاشر للحركات المسلحة، واسحبوا جنودكم نحو مدينة كتم أو أي منطقة أخرى، ونحن كقوة مشتركة محايدة نقوم بحفظ الأمن، وعلى رغم رفض القيادات الميدانية لقوات “الدعم السريع” للمقترح، نجح “دقلو” في اقناعهم، عقب ذلك تواصلنا مع قيادات الجيش السوداني في مدينة الفاشر، وأبدت موافقتهما، لكن حكومة الأمر الواقع في بورتسودان رأت أن خطوة سحب الجيش تمهد لانفصال دارفور، وتم الضغط على رئيس “حركة تحرير السودان” مني أركو مناوي، ورئيس “حركة العدل والمساواة” جبريل إبراهيم لرفص المقترح، وبعد ذلك تخلوا عن مبدأ الحياد وانحازوا إلى جانب الجيش السوداني، مما أدى لإجهاض المبادرة والاعتداء على قواتنا”.
ومضى في حديثه “كان في ذلك الوقت “الدعم السريع” تسيطر على 20 في المئة فقط من مدينة الفاشر، وحالياً باتت تسيطر على 80 في المئة وتحاصر الجيش السوداني والحركات المتحالفة معه”.
تمويل ذاتي
وفي ما يتعلق بتوفير الموارد للحكومة الجديدة والتمويل المصرفي وإمكان التعويل على الخارج، قال إدريس “نعول على مواردنا الذاتية الضخمة، إلى جانب تأسيس نظام مالي نعمل عليه حالياً لإدارة التحويلات المصرفية، وكذلك نظام إلكتروني، بخاصة وأن الحكومة الجديدة تؤسس لأنظمة متطورة بواسطة خبراء اكفاء، فضلاً عن الترتيب لإنشاء بنوك رسمية”.
وأضاف “من حق المجتمع الدولي أن يبدي قلقه من تشكيل حكومة جديدة في البلاد، لكن نحن نسعى لتوحيد السودان ونرفض التقسيم، والعالم كله مترقب الخطوة القادمة، نحن لا نعول على أي اعتراف دولي أو إقليمي، نحن نعول على الشعب السوداني، والشرعية الداخلية التي تستجيب لخدمات الناس، بالتالي سنجد الاعتراف الدولي”.
واستطرد إدريس “الحديث عن خروج السكان من مناطق سيطرة “الدعم السريع” غير دقيق ويجافي الحقيقة، وظهور مئات الآلاف في نيالا ومدن عدة للترحيب بتحالف السودان التأسيسي الجديد يدحض تلك الإدعاءات، وليس هناك نزوح، ويوجد في مناطق سيطرتنا إدارات مدنية تعمل بكفاءة وتتواصل مع المنظمات بصورة مستمرة”.
وزاد “نحن في الحكومة الجديدة ستكون لدينا شرطة ونيابات ووزارات وخدمة مدنية، وتجربتنا الجديدة ستختلف عن الإدارات المدنية التي كونها “الدعم السريع”، وهناك مناطق في السودان لا يوجد فيها جيش ولا دعم سريع”.
معاناة وفساد
وفي شأن رهانهم على نجاح الحكومة الموازية ومستقبلها، قال القيادي بتحالف السودان التأسيسي إن “نسعى الآن لتقديم الخدمات والمساعدات الإنسانية في مدن البلاد كافة، وليس مناطق محددة، والآن حتى سكان شرق وشمال السودان يعانون من نقص الخدمات”.
وأضاف، “بعد تشكيل الحكومة الجديدة، سنقدم المشاريع التنموية في جميع المدن، وليس بالضرورة ننفذها نحن، ويمكن للمنظمات الدولية لعب أدوار مؤثرة حال اعتراض الجيش السوداني، هدفنا خدمة كل السودانيين بمختلف ثقافاتهم وتنوعهم”.
وأشار إلى أنهم “يراهنون على الشعب السوداني، وليس لديهم خيار آخر سوي مواجهة عناصر الحركة الإسلامية بالآليات كافة، بما في ذلك تشكيل حكومة جديدة من داخل البلاد، يلتف حولها الملايين، وكانت البداية من مدن إقليم دارفور، وحتى المناطق التي يسيطر عليها الجيش السوداني يتواجد فيها مؤيدين للحكومة الجديدة، لكنهم يخشون القتل”.
وتابع، “عناصر النظام البائد عطلوا التجارة حتى في مناطق سيطرة الجيش بخاصة بورتسودان وعطبرة ونهر النيل لأن الرأسمالية الطفيلية التي تتبع للحركة الإسلامية مستفيدة من هذا الوضع، بالتالي المعاناة ليست حصرية في مناطق سيطرة “الدعم السريع” وأنما في مناطق نفوذ القوات المسلحة نفسها”.
عجز وشماعة
ورداً على سؤال عن وجود أطراف خارجية تدعم طرفي الصراع بالسلاح والمال لأطماع لديها، أوضح إدريس “السودان ليس موجود في جزيرة معزولة، والجيش لديه حلفاء ساندوه في الحرب الحالية، وقد شاهد الملايين الطيران الأجنبي ينفذ ضربات جوية ويقتل المواطنين الأبرياء، وهذه الأشياء تتم في العلن، وهناك آخرين لديهم علاقات دولية يمكنهم استغلالها في ذات الإتجاه، لكن يجب أن لا نلوم الخارج لأن ذلك تبرير وعجز وشماعة، ونحن كسودانيين يمكن أن نوقف هذه الحرب إذا كانت لدينا الشجاعة الكافية، لكن ليست هناك إرادة لتنفيذ هذا المسعى”.
وزاد، “السيناريو القادم للسودان يمضي في مسارين، أولاً النهضة والتعمير، وهو هدفنا الأساس في التحالف التأسيسي، وتشكيل حكومة سلام قائمة على أسس جديدة وتستقطب كل السودانيين، وثانياً، مسار انهيار البلاد، الذي تعمل عليه الحركة الإسلامية وحال انتصارها سيتفكك السودان”.
عراقيل وعقبات
وفي سؤالنا له عن أسباب فشل مساعيهم في إنهاء الحرب عند اختيارهم طريق الحياد والانضمام لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) أجاب إدريس “معروف أن وسيلة المدنيين الوحيدة العمل السياسي من أجل الضغط على طرفي الصراع لإيقاف القتال وإحلال السلام، وفي هذا المسعى اجتهدنا وتواصلنا مع المجتمع الدولي، لكن للأسف الجيش السوداني اجهض المساعي كافة، في البداية تعاطي بشكل إيجابي، لكن بعد تأسيس حكومته في مدينة بورتسودان رفض كل المبادرات الإقليمية والدولية التي طرحت لوقف الحرب بخاصة بعد أن وجد الشرعية والاعتراف كسلطة امر واقع، بالتالي فإن حكومة بورتسودان باتت لا تحتاج لعملية سياسية لأن هذه الخطوة لن تأتي بعناصر الحركة الإسلامية مجدداً، وهم في الأصل من أشعل حرب الـ15 من أبريل (نيسان) 2023، لقطع الطريق أمام تنفيذ الاتفاق الإطاري، وقد عاد الإسلاميين بقوة إلى المشهد منذ انقلاب الـ25 أكتوبر (تشرين الأول) 2021”.
واستطرد، “في العام 2019، اقتلع الشعب السوداني نظام الرئيس السابق عمر البشير بثورة عظيمة، وهو ما أغضب عناصر الحركة الإسلامية وجعلهم يخططون لاستعادة الحكم ولو بإشعال الحرب وتقسيم السودان من أجل السيطرة على أجزاء محددة من البلاد، وعلى رغم هذه العراقيل لعبت القوي السياسية أدواراً مؤثرة من أجل وقف الصراع المسلح، لكننا وصلنا لقناعة تامة بأن الآليات السياسية لا تكفى، ونحتاج لنزع الشرعية، عن طريق تشكيل حكومة جديدة من أجل الضغط على سلطة بورتسودان، وما حدث في نيروبي يمثل نقطة تحول كبيرة، ولأول مرة تجتمع القوي السياسية لبناء دولة ديمقراطية وعلمانية، وإذ لم نتخذ قرار شجاع لن تتوقف الحرب أو تتوحد البلد”.
وأضاف، “نمد ايادينا بيضاء للقوى الثورية والمدنية للعمل معاً من أجل إعادة السودان إلى مكانه الطبيعي، لأن هدفنا إيقاف الحرب، وعدونا واحد، وهو الحركة الإسلامية، إلى جانب وجود تاريخ نضالي مشترك يجمعنا مع القوى المناهضة للنظام البائد، فنحن من هذا المنطلق ما زلنا نقف في خندق السلام لنجنب بلادنا مزيداً من الدمار والتقسيم والتشريد لأهله الذين يعيشون أوضاعاً مأسوية في داخل البلاد وخارجها”.
RELATED POSTS
View all