د. جمال عبدالحليم النور يكتب مآلات الحرب وتحديات بناء الدولة السودانية الحديثة.

مآلات الحرب وتحديات بناء الدولة السودانية الحديثة.

د. جمال عبدالحليم النور

إندلاع حرب 15 أبريل 2023م، تعتبر أقصى تجليات الحروب التي مرت في تاريخ الدولة السودانية منذ حرب 1955م، انانيا1، السودان بعد خروج المستعمر الانجليزي منه لم يتمكن أن يعيش في سلام غير 10 سنوات فقط وهي الفترة مابين اتفاقية أديس أبابا 1972 – 1983م، وبعدها اندلعت الحرب بتأسيس ثورة مسلحة باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان، بقيادة دكتور جون قرنق، بصدد صدور قوانين الشريعة الإسلامية، وتجميد اتفاقية أديس أبابا من قبل جعفر نميري بأنها ليس إنجيل ولا قرآن مقدس، وبذلك تجددت الحرب بين الحركة الشعبية والنظام الحاكم آنذاك واستمرت إلى 2005م، بتوقيع اتفاقية نيفاشا، وقبل توقيع المبادئ الإطارية لاتفاقية نيفاشا في ميشاكوس، اندلعت الحرب في دارفور باسم حركة تحرير السودان في عام 2002م، بقيادة الأستاذ عبد الواحد محمد أحمد النور، بصدد تحرير السودان من الظلم والتهميش، السياسي والاقتصادي الثقافي والتنموي من قبل الدولة المركزية المتمثلة في النخب التي تعاقبت في حكمه منذ خروج الانجليز من السودان 1955م، وبناء الدولة السودانية على أسس جديدة يحترم التعدد والتنوع أي قبول الأخر، ولحقت بها حركة العدل والمساواة السودانية في الميدان بقيادة خليل ابراهيم ، في الحقيقة لم تتمكن اتفاقية السلام الشامل التى وقعت وبين نظام الكيزان المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتحرير السودان في عام 2005م، من بسط السلام في السودان بل أدى إلى انفصال جزء عزيز من وجدان الدولة السودانية (دولة جنوب السودان)، في عام 2011م، وفي الحقيقة أيضا رغم دعاوي البهتان بأن جنوب السودان ظل عائقاً في تطور الدولة السودانية، انفصل ولكن الحرب لم تقف رحاها في السودان! طيب لماذا لم تقف الحرب فى السودان؟، لأن منذ خروج الانجليز في عام 1956م، لم يتمكن النخب التي تعاقبت في حكمه من وضع مشروع وطني يخاطب جذور الأزمة ويجاوب على الأسئلة المركزية التي ظلت محل خلاف بين التكوينات السودانية، بل سادت الأنانية والانفراط في إدارة الدولة هي السمة المتحكمة في العقل السياسي السوداني، بخطابات الفهلوة وتمجيد الأجداد والرجوع إلى الأمجاد بدلاً من التفكير نحو المستقبل لبناء الدولة السودانية، استمرت تلك السلوك قبل وبعد انفصال دولة جنوب السودان، وظل الحال كما هو إلى أن قامت ثورة 13ديسمبر2018م، المجيدة فادى إلى خلق حالة سياسية قائمة على جدلية الغموض بين من يؤمن بتحول الدولة السودانية على أسس جديدة وبين من لازالت يسيطر عليه وهم الأنا عقلية النادي القديم (فهلوة الأمجاد).

حرب 2023م، بين جيش الكيزان والدعم السريع سبب اندلاعه هو تنصل جيش الكيزان من تحول مباديء ثورة ديسمبر نحو بناء دولة مدنية ديمقراطية قائم على حرية سلام وعدالة، بل الاثنين (جيش الكيزان والدعم السريع) كانا ثمن على العسل انقلبوا على حكومة الثورة في 25 أكتوبر 2021م، استمروا لمدة عام ولم يتمكنوا على تشكيل حكومة، فجاءت لجنة المحامين السودانيين بتلخيص نقاط الخلاف في خمسة قضايا جوهرية عرفت بالاتفاق الاطاري، نوقشت تلك القضايا باستفادة من كل الأطراف السودانية شملت جيش كيزان ودعم سريع، الأحزاب السياسية والحركات المسلحة، ماعدا تحالف الجزريين (الحزب الشيوعي، حركتي عبدالواحد وعبد العزيز الحلو)، وكذلك حركة مناوي وجبريل المندويين تحت أمرت تحالف جيش الكيزان (الكتلة الديمقراطية)، تضم كل الذين كانوا ضد ثورة ديسمبر، خلقوهم من أجل تدمير الثورة.

جيش الكيزان والمتحالفين مهم تمادوا بالانانية في رفض احلام الثوار بالقتل والبطش في كل موكب يقوم بها الثوار، والجدير بالذكر أيضاً قيادات الدعم السريع بعد قرائتهم للمشهد آنذاك طلعوا للإعلام وقالوا لا قتل للثوار بعد اليوم، على لسان عبد الرحيم دقلو وما حصل في 25 أكتوبر 2021م انقلاب على لسان محمد حمدان دقلو (حميتي)، وفي ذات الوقت رفض قائد جيش الكيزان أن يقر بذلك، بل ظل يتمادى في انانيته لتفكيك ثورة ديسمبر واستعادة دولة الكيزان أي فردوسهم المفقود. مما أدى إلى إطلاق الحرية الكاملة للحزب المحظور من قبل الوثيقة الدستورية لحكومة الثورة من ممارسة نشاطة، وأدى الحزب المحظور من خلق تعبئة واسعة النطاق في ليالي رمضان بالخرطوم أدى إلى نشوب الحرب اللعينة.

الحرب خلفت أضرار واسعة لأهل السودان قتل فيها الآلاف من المواطنين وتم تشريد الملايين من المواطنين والمواطنات وتدمير البنية التحتية بمليارات الدولارات وخلق حالة من التدهور النفسي والاجتماعي بين التكوينات الاجتماعية في السودان، رغم الآثار السيئة التي خلفتها آلة المحتاربين، ولكن ما نراه من جيش الكيزان هو عبارة عن سلوك عنصري بغيض لتفكيك الدولة السودانية في حال عدم وجودهم في المشهد السياسي، لذلك نستطيع القول بأن الحركة الإسلامية (الكيزان) في تاريخه غير قادرة على العيش الا في البيئات القذرة، والآن ظهرت تجلياتهم القذر بشكل علني في معادلة النفي والعزل والاستبعاد على إعادة أحادية التمركز المتمثل في عدم قبول الآخر المختلف وتجلت ذلك نحو العقبات والمالات الآتية :-

1/ إصدار عملة غير مبرئة الذمة لتمويل حرب غير شرعية مخالفة لمباديء السيادة الاقتصادية و تجاوزا للقواعد الدولية في حدود خمسة ولايات ذلك لتعميق الفجوة بين السودانيين داخل الوطن الواحد رغم الرفض الواسع من المؤسسات المالية العالمية.

2/ عمل امتحانات الشهادة الثانوية في خمسة ولايات تجاوزو أكثر من( 70 – 80%) من أبناء وبنات الشعب السوداني أرض الحائط بأعتبارهم خارج نطاق سيطرتهم، السؤال هو ما مسير أبناء وبنات الشعب السوداني إذا استمرت الحرب لعشرة سنوات خادمة؟.

3/ سن قانون الوجوه الغريبة على شاكلة قانون الآبارطايت في جنوب أفريقيا وتطبيقها بشكل عنصري على التكوينات الاجتماعية القادمة من دارفور و كردفان بدواعي الوجوه الغريبة الغير مألوفة لديهم.

4/ إصدار أوراق ثبوتية بشكل عنصري حسب قانون الوجوه الغريبة.

5/ تنفيذ مشروعات تنموية في اماكن محددة، على حساب بقية اجزاء الوطن مما يكرس على زيادة التهميش التنموي في البلاد.

لذلك ما يجدر قوله بأن جيش الكيزان والحركة الإسلامية المتمثلة في نظام المؤتمر الوطني قد اوصلوا البلاد إلى أقصى تجليات العنصرية الهلاك أما تكون وفقاً لهواهم أو تحرم من امتازاتك وحقوقك كمواطن سوداني.

وهنا يجدر ويدور السؤال للقوى السياسية السودانية تحالف قوى الثورة الحية المتمثلة في تحالف (تقدم)، وحركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد والحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة عبدالعزيز الحلو، وكل الحادبين في حلم بناء السودانية على أسس وقيم جديدة يحترم إنسانية شعبنا المسلوب حقوقه من إصابة الكيزان في بورت كيزان، ما هو دوركم الطليعي في مواجهة مصير قضايا شعبنا العظيم ؟. هل صحوتم ام لا زالت عقلية الأنا والتمحور حول تكتيكات العقل السياسي أو النادي السياسي القديم هو مسار تفكيركم؟

لأن الوضع الآن في السودان ما عاد يحتمل أكثر مما هو عليه الآن، لازم لازم لازم يتم الاتفاق على الآتي قريباً لمواجهة تحديات الدولة السودانية.

1/ تكوين حكومة وطنية عريضة لمواجهة التحديات الماثلة وازحة الستار من الكيزان واشباه الكيزان من المشهد.

2/ تكوين تحالف وطني عريض تمثل وجدان ثورة ديسمبر المجيدة ولملمة الدولة السودانية من التفكك الانهيار التام.


اكتشاف المزيد من حركة جيش تحرير السودان- المجلس الانتقالي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

  • Related Posts

    د. جمال عبدالحليم النور يكتب الثورة السودانية التراكمية ما بين معركة الوعي وزييف القادة.
    • مايو 21, 2025

    الثورة السودانية التراكمية ما بين معركة الوعي وزييف القادة. د. جمال عبدالحليم النور نائب الأمين العام لحركة تحرير السودان-المجلس الإنتقالي. الثورة السودانية هي نتاج أسئلة تراكمية ترجع لأكثر من سبعين عاماً بحثاً عن التغيير الجزري، في جميع نواحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، من أجل بناء دولة سودانية حديثة، يحترم التنوع والتعدد والانفتاح بشكل جزري لمعالجة الاختلالات الهيكلية والبنيوية في سيرورة الدولة السودانية، التي كرستها النخب السياسية في السودان، طوال تاريخيه الحديث، علاوة على ذلك فإن العقل السياسي المنتج من ايدلوجيات نفي الآخر المختلف، قد احتكر تطلعات وطموحات شعبنا العريض، في إطار أحادي ضيق، واختزلته لخدمة أغراض النخب السياسية الفاشلة، وبالإضافة إلى ذلك أيضاً قد لازمة ديناميكية الحركة السياسية في السودان،إلى تزييف الحقائق، وبناء اساطير الأوهام في عقول شعبنا بالاكاذيب وخطابات الفحلوة كأدوات للسيطرة وإعادة الإنتاج في إطار مزاجهم الحقلي. لذا نستطيع القول بأن الثورة السودانية في إطار تمرحله، قد اصطدمت بجدارات اسمنتية صلبة ، متخصصة في تلوين المواقف وتزوير الحقائق وتفتيت احلام وطموحات…

    Read more

    Continue reading
    الهادي إدريس لـ”إرم نيوز”: الحرب في السودان لن تنتهي إلا بهزيمة الحركة الإسلامية
    • أبريل 28, 2025

    الهادي إدريس لـ”إرم نيوز”: الحرب في السودان لن تنتهي إلا بهزيمة الحركة الإسلامية رئيس جيش تحرير السودان-المجلس الانتقالي، الدكتور الهادي إ…27 أبريل 2025، 5:36 مقال رئيس حركة/ جيش تحرير -المجلس الانتقالي، الدكتور الهادي إدريس، إن إنهاء الحرب في السودان لن يتم بالانتصار العسكري، بل عبر اتفاق سياسي شامل، وهزيمة مشروع السودانية “الإخوان المسلمين”، الذي سيمهد لبناء دولة حديثة قائمة على الحرية، والديمقراطية، والعدالة، والمواطنة المتساوية. وأضاف الهادي إدريس، في مقابلة مع “إرم نيوز”، أنه “للأسف، تدخل حرب 15 أبريل/ نيسان، عامها الثالث دون أن تلوح في الأفق بوادر لحل يوقف معاناة “. أزمة هيكلية عميقة وأوضح الهادي إدريس، “تتميز هذه الحرب عن سابقاتها باعتبارها ليست الحرب الأولى في تاريخ السودان، والتاريخ السياسي للبلاد منذ هو تاريخ من الحروب وعدم الاستقرار السياسي، ما يدل على أزمة هيكلية عميقة في بناء الدولة الوطنية”. وذكر أن السودان بلد متعدد ومتنوّع إثنياً ومناخياً، غير أن الآباء المؤسسين لم يحسنوا إدارة هذا التنوع، بل اعتبروه نقمة، وكانت النتيجة الحتمية…

    Read more

    Continue reading

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    You Missed

    بيان إدانة واستنكار حول استهداف طيران الحركة الإسلامية لقوافل الإغاثة الدولية بمحلية الكومة – شمال دارفور

    • يونيو 3, 2025
    • 31 views
    بيان إدانة واستنكار حول استهداف طيران الحركة الإسلامية لقوافل الإغاثة الدولية بمحلية الكومة – شمال دارفور

    د. جمال عبدالحليم النور يكتب الثورة السودانية التراكمية ما بين معركة الوعي وزييف القادة.

    • مايو 21, 2025
    • 849 views
    د. جمال عبدالحليم النور يكتب الثورة السودانية التراكمية ما بين معركة الوعي وزييف القادة.

    بيان نعي

    • مايو 4, 2025
    • 81 views
    بيان نعي

    بيان مناشدة عاجلة

    • مايو 4, 2025
    • 68 views
    بيان مناشدة عاجلة

    الحرية العدل السلام الديمقراطية
    حركة/جيش تحرير السودان-المجلس الإنتقالي

             بيان مناشدة عاجلة.

    بداية تعزز الحركة ترّحمها علي جميع الأرواح التي فقدت في هذه الحرب العبثية و تتقدّم لأسرهم بخالص التعازي و عظيم المواساة، و تتمني عاجل الشفاء للجرحي و المصابين.

    تتقدّم حركة/جيش تحرير السودان-المجلس الإنتقالي بمناشدة عاجلة لجميع وكالات الأمم المتحدة و المنظمات الإنسانية و كل دول العالم و محبي الكرامة الإنسانية و رجال المال و الأعمال علي الصعيد المحلي، و الإقليمي، و الدولي بالتدخل العاجل لإنقاذ أرواح الآلاف من النازحين القدامي و الجدد بمعسكري سلك بوحدة كورما الإدارية و طويلة و مدينة كتم بتقديم المساعدات الإنسانية و الدوائية بجانب الخيام و الغطاء لهم.
    تدعو قيادة الحركة جميع منظمات المجتمع المدني المحلي و التنظيمات ذات الصلة بتوجيه دعمهم و أنشطتهم لإنقاذ أرواح الآلاف من ضحايا هذه الحرب العبثية.

    تؤكد الحركة و تعزّز بأن كل إمكانياتها و قواتها مسخّرة لخدمة هؤلاء و حمايتهم.

    يوسف آدم عبدالله محمد
    نائب أمين الإعلام و الناطق الرسمي بإسم الحركة.

                  ٣/ ٥ / ٢٠٢٥م

    • مايو 3, 2025
    • 71 views
    الحرية العدل السلام الديمقراطية <br>حركة/جيش تحرير السودان-المجلس الإنتقالي <br><br>         بيان مناشدة عاجلة.<br><br>بداية تعزز الحركة ترّحمها علي جميع الأرواح التي فقدت في هذه الحرب العبثية و تتقدّم لأسرهم بخالص التعازي و عظيم المواساة، و تتمني عاجل الشفاء للجرحي و المصابين.<br><br>تتقدّم حركة/جيش تحرير السودان-المجلس الإنتقالي بمناشدة عاجلة لجميع وكالات الأمم المتحدة و المنظمات الإنسانية و كل دول العالم و محبي الكرامة الإنسانية و رجال المال و الأعمال علي الصعيد المحلي، و الإقليمي، و الدولي بالتدخل العاجل لإنقاذ أرواح الآلاف من النازحين القدامي و الجدد بمعسكري سلك بوحدة كورما الإدارية و طويلة و مدينة كتم بتقديم المساعدات الإنسانية و الدوائية بجانب الخيام و الغطاء لهم. <br>تدعو قيادة الحركة جميع منظمات المجتمع المدني المحلي و التنظيمات ذات الصلة بتوجيه دعمهم و أنشطتهم لإنقاذ أرواح الآلاف من ضحايا هذه الحرب العبثية. <br><br>تؤكد الحركة و تعزّز بأن كل إمكانياتها و قواتها مسخّرة لخدمة هؤلاء و حمايتهم.<br><br>يوسف آدم عبدالله محمد <br>نائب أمين الإعلام و الناطق الرسمي بإسم الحركة. <br><br>              ٣/ ٥ / ٢٠٢٥م

    معركة الكفاءة ضد الولاء الشخصي

    • مايو 3, 2025
    • 64 views
    معركة الكفاءة ضد الولاء الشخصي

    رسالة تهنئة بمناسبة اليوم العالمي للعمال

    • مايو 1, 2025
    • 72 views
    رسالة تهنئة بمناسبة اليوم العالمي للعمال

    الهادي إدريس لـ”إرم نيوز”: الحرب في السودان لن تنتهي إلا بهزيمة الحركة الإسلامية

    • أبريل 28, 2025
    • 87 views
    الهادي إدريس لـ”إرم نيوز”: الحرب في السودان لن تنتهي إلا بهزيمة الحركة الإسلامية

    بيان مناشدة

    • أبريل 24, 2025
    • 64 views
    بيان مناشدة

    بيان نعي

    • أبريل 21, 2025
    • 255 views
    بيان نعي
    Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com

    اكتشاف المزيد من حركة جيش تحرير السودان- المجلس الانتقالي

    اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

    Continue reading