
مراكز صناعة الأزمات: هشاشة البنية الفكرية والفقر التاريخي
Centers of the crises industry: the fragility of the intellectual structure and historical poverty
بقلم/ عزيز جنرال
لقد قلت مراراً وتكراراً بأن هناك دوائر أمنية ومناهج فنية ظلت تستخدم وبدقة متناهية من أجل التقسيم، التفكيك وتشتيت أجندة التغيير الهيكلي في السودان Structural Change وهذا ما جرى بالضبط في انقلاب ٢٥ اكتوبر وحرب ١٥ أبريل الكارثية، إذ بكل أسف أبناء المهمشين والفقراء هم الوقود لحروب الاسلامويين وضحايا الحقيقين لتلك الأفكار والمراكز المتخصصة في تفكيك المجتمعات وإعادة هندستها طبقًا لشروط واهداف الدائرة المركزية.
ومنذ استقلال السودان ظلت هذه الاستراتيجية فاعلة الي يومنا هذا، حيث إن أدوات عملها بتكمن في استغلال الكادحين وتحريض المكونات الثقافية والاجتماعية ضد بعضها البعض والاغراءات Temptations عبر المال السياسي Dollarization of the Sudaness Politics وجرار عسل اي حور العين Honey Pots لاخضاع الفاعلين لعملية الابتزاز السياسي والاجتماعي وهي جزء من خطة الاستخبارات الاستراتيجية لاجتثاث اجندة الثورة Uprooting the revolution agenda وتحويل الصراع من السياسي إلى اجتماعي وثقافي وجغرافي وهذا ما يجري الآن في السودان للأسف الشديد.
إن هذه الوحدة الأمنية لها القدرة والتكتيك لخلق سلطة ظرفية في شكل مدينة الفاضلة خاصة لزعماء ومثقفي الهامش إلى حين الترتيب للتخلص من الضحايا القدامى معنوياً، فكرياً، مادياً واجتماعياً ومن ثم البحث عن المقاولين الجدد New Contractors بالجملة والقطاعي لحماية المشاريع الظلامية والخفية المفترضة التي ظلت تحكم بها السودان.
وهكذا التدوير، الاستقطاب والتضليل، والخداع التاريخي بإسم الجهاد في الجنوب ونهب المسلحة في دارفور ومعركة الكرامة اليوم وغدا معركة فتح الشام والاندلس وبعدها معركة ضد الكفار وضد العلمانيين والليبراليين الحداثويين بهدف استعادة الإسلام السياسي وإحياء العنصرية المؤسسية Institutional Racisim والهيمنة العرقية في السودان وسيناريو مستمر بصورة سرمدية إلا اذا تم تثقيف المجتمع المدني وإعادة الصياغة Reformulation لإنسان الهامش ووضعه في مضمار مشروع التحول التاريخي لبناء الدولة على أسس حديثة، كما يجب تعزيز استراتيجية الاندماج الوطني National amalgamation لمحاربة ظاهرة الانتقام و الأفعال الوحشية والكراهية المطلقة التي اصبحت مهددا لوحدة البلاد ارضًا وشعبا. 15/01/2025
اكتشاف المزيد من حركة جيش تحرير السودان- المجلس الانتقالي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.